عن التنوع والتعدد في المجتمع الهندي

عبد الوهاب قطران

لم اكن قد قرأت عن الهند ونهضتها المتسارعة المذهلة،سوى رواية واحدة اسمها النمر الابيض، قراتها قبل حوالي ثلاث سنوات،وهي تحكى على مااذكر القفزات السريعة للفيل الهندي بمجال التنمية البشرية، والنمو الاقتصادي المتسارع واعتناق الهند للمذهب الرأسمالي،بعكس الصين التى اعتنقت الفكر الشيوعي،قرأت عن الصين مايقارب ثمانية كتب صين ماو وصين اليوم،وفهمت تفاصيل مهمة عن التجربة الصينية،وكم اتمنى زيارة الصين ومشاهدة نهضتها ونموها العملاق عن قرب،مالفت نظري بالهند هو انه برغم التعدد الاثني والديني والعرقي واللغوي والثقافي ،وسيادة افكار ومذاهب وديانات خرافية الا انها لم تكن يوما عائق امام تقدم ونهوض وازدهار الامة الهندية واعتناقها للعلم الحديث ،هذه الامة التى كانت مستعمرة بريطانية الى قبل سبعين سنة،وكانت متخلفه فقيرة تعيسة،صارت اليوم جنة تنهض وتنمو بسرعة مذهلة تطور وازدهار بمختلف المجلات،نهضة اقتصادية وعمرانية وعلمية،امة المليار لم اشاهد منذ اقامتي هنا اكثر من شهر ونص متسولين وشحاذين بالشوارع،لم اشاهد بؤس وعوز شوارع نظيفة خدمات متوفرة،الانترنت والاتصالات شبه مجانية،الكهرباء والماء لاتنقطع ثانية، لايوجد مرض بالهند امة مليارية وتدخل مستشفياتهم وهي شبه خالية من قلة المرضى،التعدد الثقافي والديني والاثني والعرقي كان عامل تنوع وثراء،ولم يكن عامل تناحر وتقاتل وتحارب..

امة علمانية يتعايش فيها كل الاديان والمذاهب والافكار،الهندوسي والمسلم والمسيحي الملتحي وحليق الذقن،المنقبة والمحجبة والسافرة، وكلا يحترم افكار وعقائد الاخر..

اين نحن منهم نتناحر، ويقتل بعضنا بعضا بالوكالة عن الخارج الاستعماري والاقليمي وتنفيذا لاجندة ومشاريع اجنبية ،ونكفر بعضنا بعضا ونحن امة واحدة ودين واحد ولغة واحدة وتاريخ واحد وسلالة واحدة..

نكفر بعضنا ونسفك دماء بعضنا اابعض،واحنا على دين واحد كيف سيكون حالنا لو كان عندنا ثلاثين دين، رحلنا اليهود الى اسرائيل، ونلعنهم ليل ونهار، الحوثي رحل السلفيين من دماج..
وكلا بمالديهم فرحين..

شوارعنا تعج بالمتسولين والشحاذين ونحن عشرون مليون تعيس ومعذب بالارض!!
نحن شعب مريض فتكت بنا الامراض والاوبئة،مستشفياتنا مليئة بالامراض،كل اليمنيين يسافروا الخارج لتلقي العلاج لايوجد يمني سافر سياحة او ترف..
تمنيت اجد يمني هنا سافر الهند سياحة،كلهم امراض..

الانترنت والاتصالات هي الاغلى والابطى بالعالم..

الخدمات منعدمة المرتبات مسروقة،الوقود والغاز منعدم ويضارب به بالسوق السوداء،من قبل عصابات اسياد الحرب اللصوص..

ياامة ضحكت من جهلها الامم..
لوكنا متنوعين ومتعددي الديانات والمذاهب والثقافات كهذا المجتمع لسالت الدماء للركب ،ولمزقنا بعضنا بعضا ولتحاربنا مائة عام..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا